أكثر من 200 من الخبراء والحائزين على جائزة نوبل يدعون إلى تنظيم عالمي للذكاء الاصطناعي مع تحول المحترفين إلى ‘مديرين تنفيذيين وكلاء’ - لماذا تحدد هذه المفارقة اللحظة الأكثر أهمية للذكاء الاصطناعي
سبتمبر 23, 2025 | بواسطة ماتوس AI

تخيل للحظة: وقّع أكثر من 200 من ألمع العقول على هذا الكوكب - بما في ذلك 10 من الحائزين على جائزة نوبل ومدراء تنفيذيين من جوجل ومايكروسوفت وOpenAI وAnthropic - على رسالة في الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعو إلى وضع “خطوط حمراء” عالمية للذكاء الاصطناعي. وفي اليوم نفسه، أعلن خبراء آخرون أننا سنصبح جميعاً قريباً “رؤساء تنفيذيين لوكلاء الذكاء الاصطناعي”.
هذه المفارقة ليست مصادفة. فهي تكشف بالضبط أين نحن: في أكثر اللحظات حرجًا في تاريخ الذكاء الاصطناعي.
الصرخة التحذيرية لعمالقة العلم
متى الحائزون على جائزة نوبل والعلماء والمسؤولون التنفيذيون يدعون إلى وضع إطار تنظيمي للحد من استخدام الذكاء الاصطناعي, نحن لا نتحدث عن رهاب التكنولوجيا. نحن نتحدث عن المسؤولية العلمية.
انضم إلى مجموعات WhatsApp الخاصة بي! تحديثات يومية بأهم أخبار الذكاء الاصطناعي و المجتمع النشط والمتنوع. *المجموعات باللغة الإنجليزية.*
- الذكاء الاصطناعي للأعمال: التركيز على الجانب التجاري والإستراتيجي.
- بناة الذكاء الاصطناعي: تركيز تقني وعملي.
الرسالة المقدمة في الأمم المتحدة واضحة تمامًا: يجب حظر أنظمة الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل والمراقبة الجماعية والتسجيل الاجتماعي والهجمات السيبرانية والسيطرة على الترسانات النووية عبر الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. الموعد النهائي؟ حتى نهاية عام 2026.
من خلال خبرتي في دعم الشركات في تبني الذكاء الاصطناعي، أرى أن العديد من المؤسسات لم تستوعب بعد حجم ما هو على المحك. فالأمر لا يتعلق فقط بالكفاءة التشغيلية أو خفض التكاليف. بل يتعلق الأمر بمستقبل البشرية كما نعرفه.
ولكن إليك الأمر المدهش: في حين أن أكبر العقول على هذا الكوكب تطلب الكوابح، فإن السوق يتسارع نحو واقع مهني جديد.
عصر الرؤساء التنفيذيين وكلاء الذكاء الاصطناعي
كشف تحليل حديث أجرته شركة Deloitte أن 62% من الشركات الأمريكية تختبر بالفعل وكلاء الذكاء الاصطناعي لأتمتة سير العمل بالكامل. لا مزيد من المهام المعزولة، بل عمليات كاملة: من البحث عن الموردين إلى تتبع عمليات التسليم.
ماذا يعني ذلك عملياً؟ أنه في القريب العاجل - ربما يحدث بالفعل في شركتك - سيكون لدى كل محترف فريق غير مرئي من وكلاء الذكاء الاصطناعي يعمل على مدار 24 ساعة في اليوم.
فكر في الأمر: لن تكون بعد الآن مجرد محامٍ أو طبيب أو مندوب مبيعات. ستكون الرئيس التنفيذي لفريق من الوكلاء المتخصصين. قائد أوركسترا يقود أوركسترا رقمية لا تتوقف عن العزف.
وتتوقع شركة Accenture أنه بحلول عام 2030، سيتم استيعاب أكثر من 401 تيرابايت من الأعمال المتكررة والإدارية بواسطة هذه التقنيات. والسؤال ليس “إذا” كان هذا سيحدث، ولكن السؤال هو “ما مدى استعدادك لقيادة هذا الفريق”.
السوق المالية قد فهمت الرسالة
دخل غيلهيرم بنشيمول، مؤسس شركة XP، في صلب الموضوع مباشرةً في بيان صدر مؤخراً: “المستقبل يتطلب من المتخصصين في مجال الاستثمار أن يكونوا مستخدمين كثيفين للذكاء الاصطناعي”.
الأرقام التي يقدمها مثيرة للإعجاب: يمكن للمهنيين الذين يتبنون الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة زيادة إدارة المخاطر بما يصل إلى 30% وعمر العميل بما يصل إلى 100%. تتيح أدوات مثل Salesforce إمكانية تحديد التاريخ والتنبؤ بالاحتياجات وتخصيص العروض، مما يزيد من الاحتفاظ بالعملاء بما يصل إلى 50%.
ولكن إليك النقطة الحاسمةيفرق بنشيمول بوضوح بين “استخدام إدارة علاقات العملاء” و“كونك مستخدمًا كبيرًا للذكاء الاصطناعي”. لا يكفي امتلاك الأداة. عليك أن تتقن التنسيق.
وهذا يذكرني بشيء أقوله دائمًا في مشاريعي الاستشارية: التكنولوجيا ليست هي العامل المميز. بل القدرة على استخلاص القيمة الاستراتيجية منها.
الحقيقة الكامنة وراء الحدود غير النظامية
لكن الأمر ليس كله زهور في هذا العالم الجديد. يكشف تحليل متعمق نُشر في مجلة JOTA عن مفهوم “الحدود التكنولوجية غير النظامية” للذكاء الاصطناعي.
ماذا يعني هذا؟ أن أداء الذكاء الاصطناعي متفاوت تمامًا في المهام المتشابهة ظاهريًا. فهو يتفوق في توليد الأفكار وتحليل الحجج، ولكنه يفشل فشلاً ذريعاً في العمليات الحسابية الأساسية وتفسير البيانات الكمية المعقدة.
أظهرت الدراسات التي أجرتها كلية هارفارد للأعمال أن الاستشاريين المبتدئين حققوا مكاسب في الإنتاجية أعلى بثلاث مرات من كبار المستشارين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، ولكن في المهام المعقدة، كانت جودة التسليم مع الذكاء الاصطناعي أقل بـ 15%.
وهنا يأتي منظور أكثر استفزازاً.
وجهة نظر عالم الأعصاب المضادة
ميغيل نيكوليليس، أحد أكثر الأسماء المرموقة في علم الأعصاب على مستوى العالم, وصف الذكاء الاصطناعي بأنه “أحد أكبر المزالق التي أنتجتها البشرية على الإطلاق”.
وقد صاغ مصطلح NINA: “لا ذكي ولا اصطناعي”. إن حجته رائعة: إذا كان حتى علماء الأعصاب لا يستطيعون تحديد ماهية الذكاء، فكيف يمكننا القول بأن الآلات تمتلكه؟
ويحذر نيكوليس من أن تفويض الوظائف إلى الآلات يمكن أن يضعف الدماغ البشري - فنحن نعمل بمبدأ “استخدمه أو اخسره”. إنه تذكير مهم بمخاطر الاعتماد على التكنولوجيا.
ولكن إليكم فكرتي: هل الهدف ليس تجنب الذكاء الاصطناعي، بل تعلم كيفية استخدامه بطريقة تعزز قدراتنا المعرفية بدلاً من أن تحل محلها؟
اللحظة البرازيلية
في الوقت الذي يناقش فيه العالم التنظيم والمخاطر، تتمتع البرازيل بفرصة فريدة من نوعها. فنحن في وضع متميز يتيح لنا التعلم من الأخطاء والنجاحات العالمية، ووضع نهجنا المتوازن الخاص بنا.
ما أراه في عملي مع الشركات البرازيلية هو الإقبال المتزايد على حلول الذكاء الاصطناعي العملية، ولكن لا يزال هناك الكثير من الجهل حول كيفية تطبيقها بشكل استراتيجي.
هنا تكمن فرصتنا:: وضع نهج برازيلي لتبني الذكاء الاصطناعي يتسم بالابتكار والمسؤولية والإنتاجية والإنسانية في آن واحد.
ماذا يعني هذا بالنسبة لك
إذا كنت محترفًا أو تقود شركة، فعليك أن تدرك أننا نعيش في ثلاثة حقائق متزامنة:
- الواقع التنظيمي:: يجري الآن تحديد أطر العمل العالمية
- الواقع التشغيلي:: وكلاء الذكاء الاصطناعي يعملون بالفعل على تحويل سير العمل
- الواقع التنافسي:: أولئك الذين لا يتأقلمون سوف يتخلفون عن الركب
والسؤال المحوري ليس “هل يجب أن أستخدم الذكاء الاصطناعي؟” ولكن “كيف يمكنني أن أصبح قائدًا فعالاً لهذه الأوركسترا التكنولوجية؟”
وهذا يتطلب تطوير كفاءات جديدة: لا تقتصر على الكفاءات التقنية فحسب، بل تشمل القيادة والأخلاقيات والتمييز الاستراتيجي.
الإبحار في الحدود غير النظامية
يعلمنا مفهوم الذكاء الاصطناعي للحدود غير النظامية شيئًا أساسيًا: علينا أن نتعلم كيف نتعرف على المجالات التي يتألق فيها الذكاء الاصطناعي والمجالات التي يفشل فيها.
في مشاريعي الاستشارية، أنصح الشركات دائمًا بتعيين هذه الحدود في سياقاتها الخاصة. ما هي العمليات التي تستفيد حقاً من الأتمتة؟ وأين يظل التدخل البشري غير قابل للاستبدال؟
ستكون هذه القدرة على التمييز هي ما يفصل “الرؤساء التنفيذيين الحقيقيين لوكلاء الذكاء الاصطناعي” عن مجرد مستخدمي الأدوات.
مستقبل من الاحتمالات المسؤولة
ما يثير حماستي بشأن هذه اللحظة التاريخية ليس العناوين المثيرة حول حلول الذكاء الاصطناعي محل البشر. إنها إمكانية خلق مستقبل تعزز فيه التكنولوجيا والإنسانية بعضهما البعض.
عندما يدعو الحائزون على جائزة نوبل إلى التنظيم، فإنهم لا يحاولون وقف التقدم. بل يحاولون ضمان أن يكون مبنياً على أسس أخلاقية ومستدامة.
عندما يتحدث بنشيمول عن “المستخدمين الكثيفين” للذكاء الاصطناعي، فهو لا يدعو إلى تجريد خدمة العملاء من إنسانيتها. إنه يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تجعل العلاقات مع العملاء أكثر دقة وتخصيصاً.
عندما يحذر علماء الأعصاب مثل نيكوليس من المخاطر، فهم لا يتحايلون. فهم يذكّروننا بضرورة إبقاء إنسانيتنا في قلب المعادلة.
حان وقت العمل الآن
هذه اللحظة المتناقضة - بين التنظيم والتبني، بين الوعد والتشكك - هي بالضبط المكان الذي نحتاج أن نكون فيه. ففي التوتر بين النقيضين نجد أكثر المسارات ذكاءً.
وهذا يعني بالنسبة للمهنيين والشركات البرازيلية:
- البدء في تجربة وكلاء الذكاء الاصطناعي في عمليات محددة
- وضع معايير واضحة بشأن أماكن استخدام الذكاء الاصطناعي وأين لا تستخدم الذكاء الاصطناعي
- استثمر في التدريب لتصبح “مايسترو رقمي” حقيقي”
- المشاركة بنشاط في المناقشات حول التنظيم والأخلاقيات
لا يمكننا أن ننتظر حتى يقرر الآخرون المستقبل. نحن بحاجة إلى أن نكون عناصر فاعلة في هذا التحول.
من خلال عملي الإرشادي والاستشاري، أساعد المديرين التنفيذيين والشركات على اجتياز هذا التحول بالضبط: كيف تصبح قائداً فعالاً في عصر وكلاء الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على الإنسانية والأخلاق في مركز القرارات الاستراتيجية. لأنه في النهاية، لن يتم بناء المستقبل بواسطة الآلات، بل بواسطة البشر الذين يعرفون كيف يديرونها بحكمة.
✨تمت المراجعة بالكامل يمكنك التسجيل من خلال النشرات الصحفية من 10K Digital على بريدك الذكاء الاصطناعي الحديث.
منشورات ذات صلة
عرض الكل

 
 
