98% من الشركات البرازيلية تستثمر في الذكاء الاصطناعي، لكن 69% تعترف بأن فرقها ليست مستعدة - لماذا هذه الفجوة هي أكبر فرصة لك
17 يونيو 2025 | بواسطة ماتوس منظمة العفو الدولية

هناك مفارقةٌ آسرةٌ تحدث أمام أعيننا في عالم الشركات البرازيلي. 98% من الشركات في البرازيل تستثمر في الذكاء الاصطناعي، 69% من القادة يعترفون بأن فرقهم ليست جاهزة بعد للاستفادة بنجاح من هذه التكنولوجيا.
فكر في الأمر للحظة: نحن نتحدث عن استثمار كل شركة تقريبًا في البلاد في الذكاء الاصطناعي، لكن أكثر من ثلثيها يعترفون بعدم امتلاكهم الكفاءات المناسبة لإنجاح هذا الرهان. يشبه الأمر شراء سيارة فورمولا 1 ثم اكتشاف عدم وجود السائقين المؤهلين لقيادتها.
الاستثمار ليس هو المشكلة - التحضير هو المشكلة
خلال مسيرتي المهنية، حيث دعمتُ أكثر من عشرة آلاف شركة ناشئة، وتابعتُ تطور النظام التكنولوجي البرازيلي، شاهدتُ هذا الفيلم عدة مرات. يأتي الحماس للتكنولوجيا الجديدة دائمًا قبل التدريب على استخدامها بشكل صحيح.
انضم إلى مجموعات WhatsApp الخاصة بي! تحديثات يومية بأهم أخبار الذكاء الاصطناعي و المجتمع النشط والمتنوع. *المجموعات باللغة الإنجليزية.*
- الذكاء الاصطناعي للأعمال: التركيز على الجانب التجاري والإستراتيجي.
- بناة الذكاء الاصطناعي: تركيز تقني وعملي.
البيانات أكثر وضوحًا عند النظر إليها عالميًا. فوفقًا للاستطلاع نفسه، تستثمر 951% من الشركات العالمية في الذكاء الاصطناعي، ويعترف 711% من القادة العالميين بعدم جاهزية فرقهم. ومن المثير للدهشة أن البرازيل تتقدم بفارق طفيف في الاستثمار وفي الاعتراف بحدودنا.
ولكن هنا النقطة الأساسية: 431% من الشركات البرازيلية (511% على مستوى العالم) تعترف بأنها لا تمتلك المواهب المؤهلة لإدارة واجهات الذكاء الاصطناعيهذا ليس مجرد رقم، بل هو صرخة طلب مساعدة متخفية في صورة إحصائية.
لماذا نستثمر قبل أن نستعد؟
الجواب بسيط ومفهوم: الخوف من التخلف عن الركب. يدفع هذا الخوف الشركات إلى الاندفاع نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي دون مراعاة البنية التحتية البشرية اللازمة لدعم هذه الاستثمارات.
إنه رد فعل طبيعي، بل صحي إلى حد ما. إن لم تستثمر في الذكاء الاصطناعي اليوم، فقد تتخلف عن الركب غدًا. لكن الاستثمار دون إعداد الناس أشبه ببناء منزل يبدأ من السقف.
أرى شركات تشتري تراخيص باهظة الثمن لأدوات الذكاء الاصطناعي، وتوظف مستشارين متخصصين، وتُنشئ "لجان ذكاء اصطناعي" - كل ذلك دون أن تسأل نفسها أولًا: هل تعرف فرقنا حقًا كيفية دمج هذه الأدوات في العمليات الحالية؟ هل تدرك حدود هذه التكنولوجيا وإمكانياتها؟
ماذا يعني "جاهز" للذكاء الاصطناعي؟
عندما نتحدث عن جاهزية الذكاء الاصطناعي، فإننا لا نتحدث فقط عن المهارات التقنية، على أهميتها، بل نتحدث عن تحول أعمق في عقلية المؤسسات.
إن الاستعداد للذكاء الاصطناعي يعني:
- فهم القيود: معرفة متى يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد ومتى يمكن أن يضر
- تطوير التفكير النقدي: كما أشرت بحق مايكل د. واتكينز في Valor Econômico"الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكنها أن تكمل وتعزز قدرات القادة،" لكنها لا تحل محل التفكير الاستراتيجي البشري أبدًا
- تنفيذ الحوكمة المناسبة: وهذا مهم بشكل خاص عندما نرى المخاطر الأخلاقية الناشئة، مثل ارتفاع مقلق في التزييف العميق تم توثيقه من قبل معهد أكسفورد للإنترنت
- تعزيز ثقافة التجريب: السماح بالفشل السريع والتعلم المستمر
- استثمر في تحسين المهارات: تمكين الفرق الحالية بدلاً من مجرد توظيف "خبراء الذكاء الاصطناعي"
مخاطر الاستثمار دون تحضير
لقد جلبت لنا الساعات الأربع والعشرون الماضية أمثلة مثيرة للقلق حول ما يحدث عندما يتم تنفيذ الذكاء الاصطناعي دون إعداد وحوكمة مناسبين. يبلغ المستخدمون عن أزمات وجودية وحتى نوبات من الذهان بعد المحادثات مع روبوتات الدردشة، بينما هلوسات الذكاء الاصطناعي تسبب معلومات مضللة ضارة إلى الناس الحقيقيين.
وتذكرنا هذه الحالات المتطرفة بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة محايدة، بل إنه يحمل مسؤوليات ومخاطر تحتاج إلى إدارة نشطة.
كيفية تحويل هذه الفجوة إلى ميزة تنافسية
إليكم الخبر السار: هذه الفجوة بين الاستثمار والتحضير ليست مشكلة، بل فرصة هائلة. الشركات التي تستطيع سدّ هذه الفجوة أولاً ستتمتع بميزة تنافسية مستدامة.
1. ابدأ بالعقلية، وليس بالتكنولوجيا
قبل تطبيق أي أداة ذكاء اصطناعي، استثمر وقتًا في تطوير عقلية العمل التعاوني مع الآلات. يجب أن تدرك فرقك أن الذكاء الاصطناعي ليس سحرًا، بل هو أداة قوية تُعزز القدرات البشرية عند استخدامها بشكل جيد.
2. إنشاء برامج تدريبية منظمة
لا تكتفِ بإرسال الطلاب لحضور "دورة ذكاء اصطناعي" في عطلة نهاية الأسبوع. بل طوّر برامج منظمة تجمع بين النظرية والتطبيق، مع مشاريع عملية وتوجيه مستمر.
3. تنفيذ الحوكمة منذ البداية
وضع مبادئ توجيهية واضحة بشأن الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وخصوصية البيانات، والمسؤولية. تُظهر لنا حالات سوء الاستخدام الأخيرة أن هذا ليس مصدر قلق للمستقبل، بل ضرورة للحاضر.
4. تعزيز التجارب الآمنة
إنشاء بيئات مُتحكم بها تُمكّن الفرق من تجربة الذكاء الاصطناعي دون تعريض العمليات التجارية الأساسية للخطر. نتعلم من الأخطاء (الآمنة).
المستقبل ملك للشركات التي تستثمر في الناس
بينما أتابع إطلاق نموذج o3-pro الجديد من OpenAIأنا معجبٌ بوتيرة التطور التكنولوجي. لكنني مقتنعٌ أيضًا بأن الفارق الحقيقي لا يكمن في التكنولوجيا التي تشتريها، بل في الأشخاص الذين تُمكّنهم من استخدامها.
الشركات الناشئة التي دعمتها على مر السنين، والتي تفوقت أكثر من غيرها، لم تكن بالضرورة تلك التي اتسمت بأفضل التقنيات في بداياتها، بل كانت تلك التي تضم أفضل الكفاءات وأكثرها قدرة على التعلم والتكيف بسرعة.
ينطبق المنطق نفسه على الشركات الكبيرة اليوم. يُتيح الذكاء الاصطناعي الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة للجميع، إذ يُمكن لأي شركة شراء الأدوات نفسها. ولكن ليس لدى كل شركة الكفاءات اللازمة لاستخراج قيمة حقيقية من هذه الأدوات.
دعوة إلى العمل للقادة
إذا كنت قائدًا لشركة تستثمر في الذكاء الاصطناعي، فتوقف للحظة واسأل نفسك هذه الأسئلة الصادقة:
- هل تعرف فرقك حقًا كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تشتريها؟
- هل لديكم عمليات واضحة للحوكمة والاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي؟
- هل استثماراتك في التدريب تتناسب مع استثماراتك في التكنولوجيا؟
- هل تقوم بقياس عائد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بشكل مناسب؟
إذا كانت إجابتك على أيٍّ من هذه الأسئلة "لا" أو "تقريبًا"، فأنت لست وحدك. أنت أحد قادة 69% الذين يُدركون فجوة التأهب.
لكن إدراك المشكلة هو الخطوة الأولى لحلها. وحل هذه المشكلة هو إحدى أكبر فرص التمايز التنافسي المتاحة لنا اليوم.
الوقت الآن
الخبر السار هو أن تمكين الفرق باستخدام الذكاء الاصطناعي لم يكن أسهل من أي وقت مضى. فهناك موارد ومجتمعات وبرامج إرشاد وخبراء (مثلي) يركزون على مساعدة الشركات على سدّ هذه الفجوة.
الخبر السيئ هو أن هذه الفرصة السانحة لن تبقى متاحة إلى الأبد. فالشركات التي تبدأ بالاستثمار الجاد في تأهيل فرق عملها اليوم ستتمتع بميزة كبيرة على تلك التي تستمر في شراء التكنولوجيا دون تطوير كوادرها.
خلال عملي الإرشادي مع الشركات، ألاحظ يوميًا كيف يُمكن للدمج الأمثل بين التكنولوجيا والكفاءات الماهرة أن يُحقق نتائج باهرة. الأمر لا يتعلق باستبدال البشر بالآلات، بل بتكوين فرق عمل هجينة تُعزز أفضل ما في العالمين.
إن فجوة الإعداد التي كشف عنها هذا البحث ليست مشكلةً تستحق الرثاء، بل هي فرصةٌ ينبغي اغتنامها. والسؤال هو: هل ستبقى شركتكم مجرد رقمٍ إحصائي، أم ستكون جزءًا من الحل؟
✨تمت المراجعة بالكامل يمكنك التسجيل من خلال النشرات الصحفية من 10K Digital على بريدك الذكاء الاصطناعي الحديث.
منشورات ذات صلة
عرض الكل